تلاميذ سيبويه
 لم تذكر لنا كتب الطبقات والتراجم والسير كثير عدد من التلاميذ لسيبويه ، وربما يكون السبب أن سيبويه توفي وهو شاب لم يجاوز أربعين سنة ولم يتح له أن يعقد جلسات له للتدريس. ولكن عبدالسلام هارون يذكر سبب آخر : "ولعل قلة التلاميذ ناجمة عما يذكرون من أنه كانت في لسانه حبسة ، ... ولعل تلك الحبسة ... هي التي  دفعته إلى التأليف ، وتنحت به عن مقام الأستاذية الواسعة إلى مقام التأليف البارع المقتدر ، الذي يجانبه فضول القول وفضول الفكر."( )
ولعل أبرز من أخذ عن سيبويه :
1 – أبو الحسن الأخفش ، سعيد بن مسعدة ، مولى بني مجاشع بن دارم ، أخذ عن شيوخ سيبويه ، ولم يأخذ عن الخليل ، ثم أخذ عن سيبويه وقال : " كان سيبويه إذا وضع شيئا من كتابه عرضه علي ، وهو يرى أني أعلم منه ، وكان أعلم مني ، وأنا اليوم أعلم منه."( )
2 – أبو محمد بن المستنير البصري ، كان ملازما لسيبويه ، وكان يدلج إليه فإذا خرج رآه على بابه ، فقال : " ما أنت إلا قطرب ليل!" والقطرب: دويبة لا تستريح نهارها سعيا .
3 – الناشي ، وهذا لقبه ، ولم يشتهر شهرة سابقيه الأخفش وقطرب.
وفاته : بعد مناظرته الشهيرة مع الكسائي والمسماة مناظرة المسألة الزنبورية ، وبعد أن شعر بالهزيمة من الكسائي " خرج من بغداد وتوجه تلقاء فارس يتوارى من الناس من سوء ما لحقه ، ولم يقدر أن يعود إلى البصرة ، وقد كان إمامها غير منازع فمات غما بفارس في ريعان شبابه ،
 " وقيل عاش اثنتين وثلاثين سنة ، وقيل : نحو الأربعين ، وقيل : مات سنة ثمانين ومائة وهو أصح ، وقيل : سنة ثمان وثمانين ومائة"( )

Post a Comment

Previous Post Next Post