منهجية تعليم مادة التاريخ للتلاميذ المتعلمين
مادة التاريخ تعتبر مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم
وذلك بتنمية ذكائه الاجتماعي وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراك أهمية
الماضي في فهم الحاضر والتطلع للمستقبل وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه.
وتبرز أهمية التاريخ انطلاقا
من ثلاثة سياقات أساسية:
*السياق
الاجتماعي: يستمد التاريخ وظيفته المجتمعية من
مساهمته مع العلوم الاجتماعية الأخرى في تكوين متعلم يفهم مجتمعه الوطني والدولي
ويتموضع فيه حتى يصبح مشاركا وفاعلا ويساهم التاريخ كذلك في التكوين الفكري للإنسان بتنمية الحس النقدي
بالنسبة لأحداث الاجتماعية وتكوين العقل لتحليل الوضعيات وتكوين الرأ1
* السياق التربوي: إن
منهاج مادة التاريخ يسير في سياق التوجه الذي جاء به الميثاق الوطني للتربية
والتكوين الذي ينص على جعل المدرسة مفعمة بالحياة بفضل منهاج تربوي نشيط يتجاوز
التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي والقدرة على الحوار
والمشاركة في الاجتهاد الجماعي كما أن مراجعة جميع المكونات البيداغوجية
والديداكتيكية لصيرورة التربية والتكوين تتم قصد إدخال تحسينا ت جوهرية ترفع من
جودة التعليم في جميع مكوناته
وتؤكد الوثيقة الإطار
والاختيارات والتوجهات التربوية لمجموعة
من القيم والكفايات التي يمكن تحقيقها للمتعلم من خلال مادة التاريخ حيث نجد :
- تنمية قيم الهوية ومبادئها
الأخلاقية والثقافية وقيم المواطنة والتي تعد مادة التاريخ حاملة لها.
- كفايات ثقافية ومنهجية
وإستراتيجية وتواصلية يساهم التاريخ كمادة في اكتسابها.
- التفاعل الايجابي مع المحيط
الاجتماعي على اختلاف مستوياته.
- إعمال العقل واعتماد الفكر
النقدي.
- الوعي بالزمن كقيمة في
المدرسة والحياة .
-احترام البيئة الطبيعية
والتفاعل الايجابي مع الثقافة الشعبية والثرات الثقافي والحضاري المغربي.
كما أن الإصلاح يهدف إلى:
- اعتماد الكفايات كمدخل
لبناء المناهج عوض المضامين .
- اعتماد مبدأ الاستمرارية
والتدرج في الكفايات .
- تنمية مشاركة المتمدرس
الايجابية في الشأن المحلي.
- إحداث توازن بين المعرفة
والمعرفة الوظيفية.
- تجاوز التراكم الكمي
للمعلومات واستحضار البعد المنهجي .
- تنويع المقاربات في التعامل
مع المادة سواء كانت موضوعاتية ، إشكالية، كرونولوجية أو غيرها.
وانسجاما مع هذه المنطلقات تم
استحضار عدد من المبادئ في بناء منهاج مادة التاريخ منها:
- وظيفة مادة التاريخ الفكر
النقدي /استحضار الماضي لفهم الحاضر / التكوين المنهجي.
- الانطلاق من مقومات التاريخ
كمادة دراسية في وضع الكفايات والبرنامج بكيفية صريحة.
- استحضار تعقد الكفايات من
البسيط إلى المركب .
- تنويع المجالات والفترات
وطنيا وعالميا مع إعطاء الأولوية للتاريخ الوطني والتاريخ المعاصر.
- استحضار الامتداد التاريخي
للمغرب من بدايته إلى الآن .
* المرجعية الديداكتيكية: لتأطير التوجه الهادف
إلى جعل مادة التاريخ تؤدي وظيفتها المجتمعية ومراعاة للمبادئ العامة التي تنص
عليها الوثيقة الإطار كان لابد من استحضار ديداكتيك المادة الذي يبلور التجديد
الابستيمولوجي الذي يعرفه التاريخ كمادة حاملة في موضوعه وأدواته ومفاهيمه
المهيكلة مما يستدعي التعامل مع المعرفة
إعمال العقل وحشد القدرة على التحكم في آليات التفكير التاريخي وذلك بالتأكيد على
مسار إنتاج المعرفة التاريخية أكثر من التركيز على منتوجها توخيا لاستقلالية
المتعلم بجعله يكتسب الأدوات المنهجية لمساءلة التاريخ بفكر نقدي يستدمج نسبيته
ويعرف معناه ويتضمن الثقل التاريخي لجملة مفرداته فيصبح مؤهلا للتموضع في الماضي
الذي ما زال حاضرا حولنا .وفي المجال الذي نعيش فيه
إرسال تعليق