اصلاحات مدحت باشا في العراق
لم تظهر اثار الاصلاح العثماني في العراق بشكل واضح الا في عهد الوالي مدحت باشا الذي تولى الحكم في الفترة ( 1869- 1872 ) وكان قبل تعينه على ولاية بغداد واليا على ولاية الدانوب وقد وصل بغداد 30 نيسان 1869 وجاء في الفرمان المتعلق بتعينه الاعتراف انه بدون حاكم قوي فان التقدم لايمكن تحقيقه ، وان مدحت هو الشخص الذي يحقق اهداف السلطان لذلك منح مدحت باشا كلتا السلطتين المدنية والعسكرية في ولاية بغداد كما زود بصلاحيات واسعة لتنفيذ اصلاحاته في الولايتين الأخيرتين ( الموصل ، البصرة ) وق تجلت إعماله في الإصلاحات الإدارية والاقتصادية وخاصة قانون تطبيق قانون الاراضي والولايات وكانت الغاية الرئيسة من وراء تلك الاصلاحات العمل على ربط الولايات العراقية الثلاث بعضها مع البعض.
اولاً:- اصلاحاته في مجال الزراعة :-
يعد نظام الطابو ابرز مدحت باشا الاقتصادية وكان الهدف الرئيس من وراء هذا النظام محاولة ايجاد حل لمشكلة العشائر الى ملاكين الاراضي ولم تعد علاقات داخل العشيرة تعتمد على المساواة بين افرادها بل اصبح مقدار ما يملك الشخص المعيار الاساسي للتميز بينهم واخذت الحكومة تستعين ببعض رؤساء العشائر لتحسين الضرائب وبذلك حققت الحكومة الهدف الرئيسي الذي توخته من اجراءات توطين العشائر وتعرض الجندية على القبائل المستقرة بشكل سهل .
ثانيا:- اصلاحاته في الميدان العسكري :-
صار العراق منذ التشكيلات العسكرية لسنة ( 1848 ) مركزا للجيش العثماني السادس وعلى الرغم من ان هذا الجيش لم يكن يخلوا من المتطوعين المحليين فان اغلب افراده كانت من غير العراقين كما كان جميع خياطة من الاجانب . وقد استهدف مدحت باشا في اصلاحاته العسكرية تبديل العناصر الاجنبية بالعراقيين كي يحس السكان بشعور الولاء نحو الجيش ولكي يكو في . تلاقي النقص في عدد الجنود لايمضون في العراق الا فترات قليلة لهذا السبب باشر مدحت باشا بتطبيق نظام التجنيد الاجباري حالفه الحظ في بعض المدن العراقية ولكنه باء بالفشل في منطقة الفرات الاوسط اذ رفض افراد العشائر شدة كل محاولة ترمي الى جعلهم جنود في جيش الحكومة وقد نشبت ثورة تعرف باسم ( الدغارة ) واستمرت مدة شهور وجهت ضد مشروع التجنيد الاجباري ونظام الضرائب ووقعت في اثنائها بين العشائر وجيش الحكومة معركة راح ضحيتها الاف القتلى بين الطرفين وانتهت بتفوق جيش الحكومة وباعدام عدد من الشيوخ والعشائر الثائرة وقد قام مدحت باشا باتخاذ الإجراءات العسكرية ضد التمرد وتمادت عشائر شمر القتال انتهى بالقبض على الشيخ الكريم شيخ شمر ومحاكمته وإعدامه أما عشيرة المنتفق استطاع مدحت باشا ان يحل مشاكلها دون اللجوء الى العمليات الحربية .
ان شجعت شيوخها من ال السعدون على تقويض الاراضي عشيرتهم والتزام افرادها فارتبط ال السعدون منذ ذلك الحين بالحكومة وصاروا اداة تنفيذ بيدها .
وفي خلال مدة ثلاث سنوات تضاعف عدد افراد الجيش وصار مؤلفا من كتيبة مشاة وكتيبتين من الخيالة وكتيبة من المدفعية وميز هذا الجيش من العراقيين.
اسس مدحت باشا مدرستين عسكريتين في بغداد .
والتزام ضرائب الميري فارتبط ال السعدون منذ ذالك الحين بالحكومة وصاروا اداة التنفيذ سياسة الحكومة في المنتفق .
في خلال مدة ثلاث سنوات ( مدة حكم مدحت باشا ) تضاعف عدد افراد الجيش وصار مؤلفا من 16 كتيبة مشاة وكتيبتين من الخيالة وكتيبة من المدفعية ، وحتى يجهز هذا الجيش بالضباط العراقيين اسس مدحت مدرستين عسكريتين في بغداد ، كانتا طليعة معاهد الدراسة الحديثة في البلاد

Post a Comment

Previous Post Next Post