التربة
أحد نواتج عمليات التبلية المختلفة هي التربة – طبقة موجودة فوق الصخور، وهي مركبة من مواد جرف وتبلية ومعادن ومواد عضوية وماء وهواء. سمك طبقة التربة تصل إلى عدة أمتار فقط وفي المناطق الاستوائية يمكن أن يصل عمقها إلى 100 متر.
التربة هي مورد طبيعي مهمّ جدًّا للإنسان والحيوان والنبات: فهي تستخدم مربى للحيوانات ومخزنا للبذور وهي تحلل الفضلات وتصفي المياه التي تتغلغل إلى المياه الجوفية في باطن الأرض وهي المستنبت الذي تنمو عليه النباتات التي تزود الإنسان بالغذاء ومواد البناء والأدوية وغيرها.
مع الوقت ونتيجة لعمليات التغلغل وغسل مياه الأمطار تنجرف المعادن والحبيبات الصغيرة إلى داخل الأرض حيث تتطور ثلاث طبقات أساسية. هذه الطبقات تسمى آفاقًا:
الأفق A- طبقة التربة العليا فيها تتراكم المواد العضوية (الجذور، بقايا النباتات والحيوانات) ومنها تجرف المعادن والجزيئيات الصغيرة جدًّا. سمكها ما بين 0 وَ 40 سم.
الافق B- طبقة التربة الوسطى وفيها تتجمع مواد دقيقة الذرات والمعادن المختلفة مثل الاملاح والجير التي جرفتها الأمطار من الطبقة العليا – الافق A ونقلتها إلى الطبقة الوسطى – الأفق B. سمكها ما بين 20 وَ 60 سم.
الأفق C الأفق الأسفل ذراته كبيرة نسبيا وسمكه يختلف من مكان إلى آخر.
التربة التي تطوّرت فيها هذه الاڤاق الثلاثة تسمى تربة ناضجة.
نوع التربة وطبيعة تطورها تتحدد بناء على خمسة عوامل رئيسية:
المناخ كمية الرواسب ودرجة الحرارة تؤثّران على وتيرة عمليات التبلية وعلى جرف المواد في التربة. المناخ يحدد نوع وكمية النباتات على السطح كما يؤثّر على كمية المادة العضوية في التربة.
نوع الصخرة الأساس (الصخرة الأم) – مواد التبلية التي تكون التربة تختلف بحسب الصخور الأساس (حجر رمليّ، غرانيت وما شابه). وهي التي تحدد على أي المعادن تحتوي التربة، ووتيرة التبلية وسرعة التغلغل فيها.

اسم التربة
مركبات التربة
الصخرة الأساس (الصخرة الأم)
تربة رملية
ذرات كوارتز
رمال مصدرها الغرانيت
تربة طينية (تربة رملية حمراء)
ذرات كوارتز مطلية باكسيد الحديد
كركار (مصدر الرمل الذي في الكركار هو الغرانيت)
التربة الحمراء (تيرا روسا)
صلصال في الأساس، القليل من ذرات كوارتز، أكسيد الحديد (الذي يعطيها اللون)
جير صلب
رندزين (تربة رمادية)
طباشير عضوي والقليل من الصلصال
بازلت
تربة بازلتية
حطام بازلت، صلصال
بازلت
تربة لوس
ذرات كوارتز صغيرة، صلصال جيري
لوس (مركب من جير، طباشير، وصلصال)

النباتات والحيوانات – وجودهما يسرّع تكوّن التربة ويغنيها بموادّ عضوية تساعد على كونها خصبة.
شكل التضاريس (طوبوغرافيا - غالبا تتراكم التربة في السهول والاغوار ولكنها في منحدرات سفوح الجبال فهي غير ثابتة وتنجرف إلى أسفل المنحدر.
الوقت تتطور التربة في عملية بطيئة وعمرها يحدد نوعها.
التربة مهمة جدًّا للإنسان كمورد طبيعي ولذلك تتخذ طرق مختلفة للمحافظة على التربة وجودتها ومنع انجرافها والتقليل من خصوبتها، على سبيل المثال – بناء مدرجات زراعية في المنحدرات، وزراعة الأشجار لتثبيت التربة وعدم انجرافها بواسطة الجذور، إضافة الأسمدة من أجل زيادة خصوبة التربة وتثبيتها بواسطة الشباك في المنحدرات.

العمليات الخارجية على سطح الكرة الأرضية هو الموضوع الفرعي الثالث في هذه الوحدة التعليمية. العمليات الخارجية هي العمليات التي تحدث سطح الكرة الأرضية وتغير التضاريس الموجودة.
عملية تدريس هذا الموضوع الفرعي يتركّز في جانبين رئيسيين: 1. العمليات التي تصمم التضاريس – التبلية والجرف والترسّب 2. العوامل التي تصمم التضاريس – المياه؛ الرياح؛ الكتل الجليدية؛ أمواج البحر.
يخضع سطح الكرة الأرضية إلى تغييرات لا تتوقف في أعقاب التلامس مع الغلاف الغازي (الأتموسفير) وظروف المناخ التي تسوده: رواسب، رياح، درجة الحرارة، محتوياته من الغازات وغيرها. هذا اللقاء يؤدي إلى منظومة من العمليات التي تؤثّر على سطح الكرة الأرضية وتسبب في تغيرها المتواصل من خلال تكوين تضاريس جديدة. في الموضوعين الفرعيين السابقين تعرف التلاميذ على القوى الداخلية والتي هي قوى مجردة (غير محسوسة) أكثر لأنها في الغالب لا ترى بالعين. القوى الخارجية ابسط أكثر للفهم وذلك لأنّ التلاميذ يستطيعون أن يلاحظوا ويشاهدوا قسما لا باس به منها – الرياح التي تحمل الغبار وذرات الرمال، الوادي الذي يحمل معه الصخور والفيضانات والامواج التي تلاطم الساحل والنهر الفائض على ما حوله وغيرها. هذه العمليات تحدث طوال الوقت دون توقف وأحيانًا تكون بقوة كبيرة وأحيانا أخرى بقوة أصغر.
فهم العمليات الخارجية يغلق الدائرة في فهم التضاريس التي على سطح الكرة الأرضية، وعن طريقها كان بالإمكان شرح تكون التضاريس الأولية، العمليات الخارجية تعرفنا على "ما يحدث"للصخور وللتضاريس من لحظة ظهورها على سطح الكرة الأرضية.
الأفكار الرئيسية التي تتمثل في هذا الموضوع الفرعي
1.    الكرة الأرضية هي ديناميكية: تحدث فيها طوال الوقت عمليات تسبب في أحداث تغييرات في داخل الكرة وعلى سطحها.
2.    التضاريس التي نشاهدها ما هي إلا نتيجةللعمليات الداخلية التي تحدث في باطن الكرة ةالارضية والعمليات الخارجية ةالتي تحدث على سطحها.
3.    دورة الصخور في الطبيعة هي أحد تعابير الدورية الموجودة في الكرة الأرضية وللعلاقات المتبادلة الديناميكية بين المنظومات الجيوسفير (عالم الصخور)، والأتموسفير (الغلاف الغازي) والهيدروسفير (المحيط المائي) والبيوسفير (المحيط الاحيائي).

اقتراح عملي لتنظيم التعلّم

نقترح تكريس 6 حصص لهذا الموضوع: حصتان – للتبلية وأنواع التبلية، 4 حصص – لتصميم التضاريس بواسطة العوامل المختلفة: المياه، الرياح، الكتل الجليدية، أمواج البحر.
اقتراحنا هو أن نعلم الصف كله موضوع التبلية وأنواع التبلية وفيما بعد بناء "محطات "عبرها تمر مجموعات من التلاميذ. لهذا الغرض يجب تقسيم الصف إلى مجموعات عمل كل مجموعة من هذه المجموعة تعطى صورة مع تضريس (واحد من التضاريس) طبيعي ويطلب منها إقامة محطة تشرح كيف تكون هذا التضريس. تحتوي المحطة على وسائل كلامية (شرح) وعلى وسائل بصرية: القوة الداخلية أو القوة الخارجية التي ساهمت في تكوّن هذا التضريس الذي في الصورة، والعمليات التي عملت في المكان، تمثيل هذه العمليات بواسطة تجارب أو وسائل بصرية مثل الصور، الرسوم التوضيحية، نماذج (موديلات)، عارضات محوسبة (على الحاسوب)، فيلم فيديو، رسوم متحركة، استعمال الخيال وما شابه. صور ممكنة: قوة المياه الميكانيكية: شلالات نياغارا، وشلال نهر البانياس، قوة المياه الكيماوية – مغارة حُلَيْمات (الصواعد والهوابط)، أمواج البحر – المغاور في رأس الناقورة، الرياح – كثيب رملي (أشدود، نميبيا)، كتل جليدية – سهل يو (في سويسرا، النمسا). عمليات البحث التي تجريها المجموعات تنتهي بعبور جميع المجموعات جميع المحطات وتحليل صور إضافية في الصف بكامل هيئته.
في هذا الموضوع الملموس والمحسوس يمكن استعمال التجارب والنماذج/الموديلات (انظر الجدول التالي)، وهناك أهمية خاصة للمشاهدات في الطبيعة والجولات التعليمية. من المفضل جدًّا تخطيط جولة تعليمية لهذا الموضوع أو إدخاله في إطار الرحلة السنوية ومشاهدة أمثلة على الظواهر التي تعلمها التلاميذ.

صعوبات وافتراحات لمواجهتها

·        هناك تضاريس كثيرة ومختلفة. في كثير من الأحيان التضاريس تمتد على مدى كبير جدًّا، ولا يمكن رؤيتها كاملة من على سطح الأرض. لذلك لا ينجح التلاميذ في رؤية الصورة بكاملها. الحلّ – من أجل فهم أشكال التضاريس المختلفة من المهم النظر من عدة زوايا. من المهم أن نمكّن التلاميذ من مشاهدة التضريس من زاوية خارجية كمن ينظر إلى التضريس من أعلى (على ىسبيل المثال – دلتا). لهذا الغرض يمكن الاستعانة بالافلام وبالصور التي التقطن من الجو (بالطائرات أو بالاقمار الاصطناعية). إضافة إلى ذلك الاستعانة بالموديلات (النماذج) وحتى عمللا هذه الموديلات للتضاريس المختلفة مع التلاميذ.
·        في المواد (الصخور) يمكن أن تحدث عمليات كيماوية (تبلية كيماوية) التي تغيّر تركيبتها. الحلّ التجارب: على سبيل المثال: سكب القليل من الخل أو الليمون على جوانب أو قعر ابريق تسخين المياه لإزالة التحجرات الكلية التي تراكمت فيه.
·        في هذا الموضوع الفرعي أيضًا كما في سابقيه من المهم أن نؤكّد: في كل عمليات التغيير في الموادّ تبقى الكتلة العامة كما كانت. هذا المبدأ مهم لفهم دورة الصخور في الطبيعة.
·        بسبب صعوبة فهم طول الفترات الزمنية من الصعب على التلاميذ استيعاب العمليات التي تحدث باستمرار طوال الوقت، وعلى التوازي، على سبيل المثال: عمليات التبلية وإزالة المادة والترسّب وتعبئة المواد للاماكن المنخفضة.  
·        يواجه التلاميذ صعوبة في فهم الظاهرة الجيولوجية – الجيومورفولوجية "السطح المعكوس": القعرة التي تظهر كحدبة على ىسبيل المثال – جبل جرزيم؛ الحدبة التي تظهر كقعرة، على سبيل المثال – الوهدة (المختش). هنا تتاح الفرصة الجيدة لعرض الدمج بين القوى التي تعمل على الكرة ةالارضية، على سبيل المثال: القوى الداخلية التي كونت الحدبة لجبل رامون والعمليات الخارجيةة التي – الجيومورفولوجية (تبلية جرف وما شابه) التي أدت إلى تكوين القعرة في قلب جبل رامون (الرّمان).



Post a Comment

Previous Post Next Post