الجمع العام العادي لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم
بين صراع الديمقراطية ... وتناطح المصالح
لا يمكن بأية حال لأي كان من عشاق الرجاء أن يقف ضامتا يتفرج في ذهول على المهزلة التي نسح خيوطها وحبك أدوارها أولئك الذين يدعون حب الخضراء والدفاع عن مصالحها وهم صم بكم
إن ما تناقله المواكبون لفعاليات الجمع العام العادي ن المنعقد أوائل الأسبوع بقبو أحد الفنادق الساحلية البيضاوية ، بحضور 74 منخرطا من أصل 98 ، وشابه من تصرفات ونعوت يندى لها الجبين ،أمام اللامبالاة ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، مندوب وزارة الشباب والرياضة ، وعضو عن عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم ، وذلك أن المشاكل فرملت أجنحة نسور أضحت غير قادرة على التحليق ، نظر للعديد من الإكراهات المالية التي ارتفع زئبقها إلى 25 مليار سنتيم ، والتي نسبها الرئيس حسبان إلى سابقه بودريقة .
إن المصلحة العامة لنادي الرجاء البيضاوي تتطلب التزام السرعة المطلوبة والحلول المعقولة في هذا الظرف بالذات ، خاصة و أن غياب حكماء النادي وهشاشة المنخرطين والتراجع الترشيحي للثلاثي : جمال الدين الخلفاوي ، علي حمدي ويوسف عبيد ، وهي الخصائص التي قوت حظوظ الرئيس سعيد حسبان ، الذي عرف كيف يدير كل فصول مسرحية الجمع العام لصالحه ، بعد مواجهاته السابقة لعاصفة الأستاذ محمد سيبوب رئيس المكتب المديري .
إن قوة الزوابع الهوجاء القادمة من جمهور القلعة الخضراء ، وغياب التجانس المأمول داخل تركيبة المكتب المسير ، وانعدام الفضاء الأنسب للاشتغال ، كلها عوامل آلت بالرئيس حسبان إلى اختيار الصيغة الأنسب حتى يمر الجمع دون اختناق مدعيا مقولة الصلح خير وهي النقطة التي بموجبها تم السماح لحضور 14 منخرطا المشطب عليهم بعد تدخل الاطفائي خالد الإبراهيمي ، في بادرة حبذها المنخرطون الذين صوتوا على التقرير الأدبي والورقة المالية بعدد منخفض من الأصوات ، ذلك التصويت الذي قوى شوكة سعيد حسبان في استمراره رئيسا للرجاء للسنة الثانية على التوالي .
وعلى إيقاع الاتهامات ونظيرتها المضادة بين الرئيسين السابق محمد بودريقة والحالي سعيد حسبان ، والتي بموجبها كان الأول يبحث بصيغة ما إلى تحويل الجمع من عادي إلى استثنائي ، حيث فطنت ثعلبية الثاني باللعبة ، وأسدل ستار هذا الجمع بتلاوة برقية الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، مهرولا نحو باب الخروج تحت حماية الحرس الخاص ، تاركا المنخرطين يضربون كف بكف على سل شعرة حسبان من عجين هذا الفضاء الجمعوي ، الذي عرف كيف يفشل مسلسل الانقلابات البيضاء .
وألان ما العمل ؟.. هل تشفع نتائج الرجاء وتغني عن كل مسائلة ؟ وماهي الانشغالات الآنية والمستقبلية لفئة المنخرطين ؟ وفعلا تتعدد علامات الاستفهام بالأسئلة المقلقة ، أبرزها التصور المستقبلي على ضوء الوضعية الحالية لنادي الرجاء ، المفتقد لجلسة حميمية للمكاشفة والشفافية ، لاحتواء هذه الأزمة المالية المربكة التي تنخر جسم النسور الخضراء ، على أن تضع مصلح الفريق فوق كل اعتبار ، بمحو النظرة الأحادية والحسابات الضيقة ، وبمشاركة جميع الفعاليات لأجل النهوض بالإرث الرجاوي وطنيا عربيا قاريا ... بل وعالميا ...
والخلاصة ! . فلولا ظلمة الخطأ ما أشرق نور الصواب ، لأن الرجاء في اللغة هي الأمل ، وفي كرة القدم فريق عريق يحمل الكثير من الأمجاد ويربط ما في الأجداد بحاضر الأولاد ومستقبل الأحفاذ.
إرسال تعليق