دور الاصدقاء في التنشئة الاجتماعية
 الرفاق عادة ما يكون أفرادها من فئات متقاربة السن، مما يساعد على التفاهم والتقارب بين أفرادها، ونتيجة للتفاعل بين أعضاء الجماعة يتم اكتساب الأنماط السلوكية للجماعة، وكذلك الاتجاهات والقيم الخاصة بهم والتى تتناسب مع أعمارهم وجنسهم.
        فجماعة الرفاق قادرة على أن تزود الفرد بكثير من الخبرات الجديدة التى قد يجد الفرد حرجًا فى اكتسابها عن طريق الكبار بينما لا يجد مثل هذا الحرج عند تعلمها م ن أٌقرانه، مثل بعض الألعاب، أو بعض جوانب التربية الجنسية أو بعض الأغانى وغيرها.
        ومن المناسب أن تكون هناك صلات بين جماعة الرفاق باعتبارها وسطُا تربويًا وبين باقى الوسائط التربوية الأخرى وبخاصة الأسرة والمدرسة، واعتراف الأسرة والمدرسة بالتأثير القوى لجماعة الرفاق يمنع كثيرًا من الانحرافات التى قد تحدث للفرد.
        وبذلك فجماعة الرفاق تعتبر من الوسائط التربوية التى تتم فيها العملية التربوية، بحيث يتم اكتساب الخبرات والقيم وأنماط السلوك وغير ذلك من جوانب العملية التربوية التى تقوم بها الجماعة دون وعى منها أو من أ فرادها، وتظهر القوة التربوية لهذه الجماعة فى المجتمعات المعقدة المتقدمة الصناعية وهى مجتمعات انصرف فيها الآباء والأمهات لدرجة كبيرة عن مزاولة مؤثراتهم التربوية على الأبناء، هذا بالإضافة إلى التغيرات السريعة التى تمر بها هذه المجتمعات ، الأمر الذى أدى إلى ظهور فجوة واضحة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وكذلك أصبح الأبناء يواجهون خبرات جديدة لم يمر بها جيل الآباء مما أدى إلى ازدياد التأثير التربوى لجماعة الرفاق.

Post a Comment

Previous Post Next Post