منهاج تعليم مادة الاجتماعيات للتلاميذ المتعلمين

يندرج منهاج مادة الاجتماعيات بموادها الثلاث التاريخ الجغرافيا والتربية على المواطنة في سياق المقاربة الجديدة التي اعتمدها إصلاح  نظام التربية والتكوين والتي تم بمقتضاها إعادة تحديد مهام المدرسة ومكانة المتعلم ووظيفة المواد اجتماعيا وتربويا. إن الإصلاح  الجاري الذي يؤطره الميثاق الوطني للتربية والتكوين والوثيقة الإطار يستحضر في عمقه الحاجيات الفردية والجماعية لجيل جديد من المغاربة ومتطلبات التنمية للمغرب .لكن  الإصلاح لا يكتمل بمجرد رسم توجهاته الكبرى ذلك لان المحك الحقيقي لدى تفعيل الاختيارات التربوية الجديدة هو ما يجري في المدارس المغربية على امتداد التراب الوطني أي الواقع الذي تعيشه المدرسة المغربية.
وفي هذا السياق يكتسي منهاج مواد التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة أهمية مزدوجة من جهة لان وضع إصلاح المناهج بصفة عامة يشكل الأداة الإستراتيجية لجعل أنشطة التعلم كما يعيشها التلاميذ بمساعدة مدرسيهم وبمساعدة فاعلين آخرين تتناسب مع الغايات المرصودة ومن جهة ثانية  لان هذه المواد (التاريخ الجغرافيا والتربية على المواطنة) تلعب دورا حاسما في التكوين الفكري والمدني للمتعلمين يجعلهم يتطورون من خلال هيكلة تمثلهم للزمان والمجال وإدراكهم للحقوق والمسؤوليات (15). وقد بذلت مجهودات كبيرة في إطار تدريس مادة الاجتماعيات وذلك بالرغم من المعيقات . وقد مكنت مختلف التقويمات التي طالت البرامج والكتب المدرسية واستثمار تقارير المجالس التعليمية الوقوف عند العديد من المكتسبات الايجابية التي تم استحضارها في منهاج مادة الاجتماعيات. واعتبارا للتوجه الجديد الذي أتى به الميثاق الوطني للتربية والتكوين فقد تم الانتقال من اختيار البرامج الذي  كان سائدا سابقا إلى اختيار المناهج كخطط عمل بيداغوجية متكاملة .في  هذا الإطار وبالإضافة إلى مدخل الكفايات يمكن اعتبار أن أهم ما يمكن أن ينهض بتدريس المادة يتمثل في توظيف عطاء ديداكتيك كل مادة في جعل الموضوعات البرنامجية وكيفية معالجتها من خلال  الدعامات البيداغوجية ودور المدرسين كلها عناصر تتضافر لتنمية استقلالية المتعلمين من خلال جعلهم في وضعيات بناء معرفة  واكتساب خبرات وتشبع بقيم وممارستها(16).
وبالنسبة للمبادئ التي اعتمدت فتتجلى في عدة نقط بينها:
- استحضار الوظائف والمقومات والأسس الديداكتيكية لكل من التاريخ والجغرافيا والتربية على الموطنة سواء في وضع الكفايات الخاصة بكل مادة على حدة أو في اقتراح الموضوعات وعناصر المضامين.
- استحضار حد أدنى من الترابط والتكامل والتداخل بين المواد الثلاث وبينها وبين المواد المجاورة من حقول معرفية قريبة، الأمر الذي تجلى في وضع الكفايات العرضانية وعناصر المضامين.
- تدقيق مفهوم الكفاية باعتبارها مجموعة قدرات تتمفصل في إطار معارف ومهارات فكرية ومنهجية واتجاهات وتقوم عل عنصرين أولهما القدرة على الفعل بنجاعة في وضعية معينة وثانيهما القدرة على توظيف المكتسبات في وضعيات جديدة.
استحضار ترجمة كل الكفايات الخاصة والعرضانية بما في ذلك الكفايات المنهجية ضمن برنامج كل مادة وبشكل مباشر مما يتيح تخصيص حيز من زمن التعلم لتلك الكفايات في حد ذاتها.
- استحضار مستويين من التدرج الأول عبر المراحل والأسلاك بحيث يراعي المستوى النفسي والثقافي والإدراكي للمتعلم ، والثاني داخل كل مرحلة بحيث يشكل كل منها وحدة يخضع بناء برنامجها لمنطق معين مع اعتبار الطابع التصاعدي والتراكمي للتدرج في اكتساب الكفايات (17).
- وبالنسبة للحيز الزمني الذي خصص لكل مادة من مواد الاجتماعيات الثلاث فهو 32 ساعة في السنة أي 96 ساعة في السنة لمادة الاجتماعيات مجتمعة وبما مجموعه 288 ساعة على امتداد المرحلة الإعدادية.

Post a Comment

Previous Post Next Post