فرضيات النضرية دوامة الصمت:
(Neumann, 1980 : 676)
وتعتمد نظرية دوامة الصمت على افتراض رئيسي فحواه أن
وسائل الإعلام حين تتبنى آراء أو اتجاهات معينة خلال فترة من الزمن، فإن معظم
الأفراد سوف يتحركون في الاتجاه الذي تدعمه وسائل الإعلام، وبالتالي يتكون الرأي
العام بما يتسق مع الأفكار التي تدعمها وسائل الإعلام.
فقد لاحظ بعض
الباحثين أن وسائل الاتصال الجماهيرية تتخذ أحياناً جانباً متسقاً Consistent Position
من إحدى القضايا أو الشخصيات، ويؤدي ذلك إلى تأييد معظم الأفراد للاتجاه الذي
تتبناه وسائل الإعلام بحثاً عن التوافق الاجتماعي. أما الأفراد المعارضين لهذه
القضية أو ذلك الاتجاه، فإنه يتخذون موقف الصمت تجنباً لاضطهاد الجماعة وخوفاً من
العزلة الاجتماعية، وبالتالي إذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل
الإعلام، فإنهم يحجبون آراءهم الشخصية، ويكونو أقل رغبة في التحدث عن هذه الآراء
مع الآخرين. أما إذا كان هؤلاء الناس لديهم آراء منسجمة مع ما تبثه وسائل الإعلام،
فإنهم يميلون أكثر إلى الإعلان عن هذه الآراء ةالتحدث بشأنها للحصول على القبول
الاجتماعي.
ونظراً لأن
عدداً كبيراً من الناس يعتقد أن الجانب الذي تؤيده وسائل الإعلام يعبر عن الاتجاه
السائد في المجتمع Mainstreaming، فإن الرأي الذي تتبناه وسائل
الإعلام يظل يقوى، وربما يسبب ضغوطاً أكبر على الأفراد المخالفين لهذا الرأي،
والذين يلجأون غالباً إلى تفضيل الصمت بحثاً عن التوافق الاجتماعي، وهكذا نحصل على
أثر "لولبي" Spiral يزداد ميلاً تجاه الجانب السائد الذي تتبناه وسائل
الإعلام، بغض النظر عن الموقف الحقيق للجمهور. (Becker,
1987 : 463)
معنى هذا أن
تعزيز وسائل الإعلام لوجهات نظر معينة تعكس الاتجاه السائد الذي يؤدي إلى تقليص
الآراء التي تتبناها الأقلية، ومن أمثلة ذلك: ما يحدث عند تصويت الأفراد في
المراحل النهائية للانتخابات لصالح المرشحين الذين تؤيدهم وسائل الإعلام، بالرغم
من أنهم يكونون معارضين لهؤلاء الأشخاص في الحملات الانتخابية.
وترى
"نيومان" أن هناك عوامل عديدة تجعل الناس يحرصون على إبداء وجهات نظرهم والمشاركة
بآرائهم منها:
لماذا نتشارك الآراء؟
1-
شعور الفرد بالانتماء إلى رأي الغالبية.
2-
الميل إلى التخاطب مع من يتفقون معنا في الآراء أكثر من
الذين يختلفون معنا.
3-
الشعور بتقدير الذات يحث الفرد على إبداء رأيه.
4-
يميل الأفراد من الرجال متوسطي الأعمار من الطبقة الوسطى
إلى الحوار والمشاركة بسهولة.
5-
تشجع معظم القوانين الأفراد على إبداء آرائهم عندما
يشعرون أنهم أكثر عدداً، ويمثلون الأغلبية.
وفي غير هذه الحالات سوف نجد أن الأفراد يميلون إلى
التزام الصمت، ويزداد هذا الصمت كلما ازدادت الضغوط لصالح رأي الغالبية.
(محمد عبدالحميد 1997: 288 – 289).
ويلخص
"إليهو كاتز" فكرة نظرية دوامة الصمت في العبارات التالية:
تلخيصها:
1-
كل الأفراد لهم آراء.
2-
الخوف من العزلة الا جتماعية
يجعل الأفراد لا يعلنون عن آرائهم إذا ما أدركوا أن هذه الآراء لا تحظى يتأييد
الآخرين.
3-
يقوم كل فرد بعمل استطلاعات سريعة لمعرفة مدى التأييد أو
المعارضة للرأي الذي يتبناه.
4-
تعد وسائل الإعلام من المصادر الرئيسية لنشر المعلومات
وعرض الآراء ونقل مناخ التأييد أو المعارضة.
5-
تقوم الأطر المرجعية الأخرى بعملها.
6-
تميل وسائل الإعلام لأن تتحدث بصوت واحد، غالباً ما يكون
محتكراً.
7-
تميل وسائل الإعلام إلى التحيز في عرض الآراء مما يؤدي
إلى تشويه الرأي العام.
8-
يدرك بعض الأفراد أو الجماعات أنهم مختلفين وغير مسايرين
لرأي الأغلبية، مما يجعلهم إما يغيرون آراءهم لتتسق مع رأي وسائل الإعلام، أو
يؤثرون الصمت تجنباً للضغوط الاجتماعية. (محمد عبدالحميد 1997 : 293).
وقد واجهت هذه النظرية بعض الانتقادات – خاصة من
الباحثين الأمريكيين
Post a Comment