الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الإيمان بالكتب السماوية المنزلة :
العنصر الأول : حكم الإيمان بالكتب المنزلة :
الإيمان بالكتب المنزلة أمر واجب؛ لأنه متمم لأركان الإيمان الستة، فلا يتم إيمان عبد حتى يجمع مع الإيمان بالله تعالى الإيمانَ بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويؤمن بالقدر خيره وشره. فهي أركان ستة متمم بعضُها لبعض، وكل واحد منها جزء يتمم الآخرَ.

كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب نزلت بالحق والنور والهُدَى، وتوحيد الله سبحانه في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته، وأن ما نُسِبَ إليها مما يخالف ذلك إنما هو من تحريف البشر وصُنعِهم.

العنصر الثاني: الأدلة من القرآن الكريم على وجوب الإيمان بالكتب المنزلة :
فمن هذه الآيات قول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة: 285).

ثانيًا: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ} (النساء: من الآية: 136). أيضًا في هذه الآية التصريح بدعوة المؤمنين إلى الإيمان بالكتب السماوية المنزلة.

ثالثًا: قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة: 136).

رابعًا: قوله تعالى: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} (الشورى: من الآية: 15) وهذه الآية توضح أنه يجب الإيمان بجميع كتب الله تعالى المنزلة، تفصيلًا فيما ورد تفصيله، وإجمالًا فيما ورد الحديث عنه مجملًا.

العنصر الثالث: الأدلة من السنة المطهرة على وجوب الإيمان بالكتب المنزلة:
فأول حديث يوضح وجوب الإيمان بالكتب المنزلة، وأنه ركن ثالث من أركان الإيمان الستة، هو حديث جبريل المشهور.

وفي الحديث الثاني الذي أخرجه الإمام ابن كثير -رحمه الله- عن مَعقِل بن يسار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((آمنوا بالتوراة، والزبور، والإنجيل، وليسعكم القرآن)). رواه في (التفسير).

وعن عدد الكتب السماوية ورد في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- الذي رواه ابن حبان في صحيحه عنه، قال: ((دخلت المسجد فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس وَحْدَهُ، فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: قال: قلت: يا رسول الله، كم كتابًا أنزله الله؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، فيه أنزل على شيث خمسون صحيفةً، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفةً، وأنزل على إبراهيم عَشْر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان))، الحديث.

Post a Comment

Previous Post Next Post