المصارف الإسلامية والعولمة المالية، الآثار المتوقعة وكيفية المواجهة (وجهة نظر
العاملين في الإدارة العليا في المصارف الإسلامية الأردنية).
اسم الباحث:
الدكتور/ أحمد طه العجلوني، أستاذ التمويل الإسلامي المساعد.
جهة الإصدار وتاريخها:
قسم التمويل، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، الأردن، لعام 2009 م
ملخص البحث:
تأتي هذه الدراسة كمحاولة لبلورة نظرة استراتيجية لتحديد مقدرة المصارف الإسلامية بشكل
عام والمصارف الإسلامية الأردنية بشكل خاص على مواجهة التحرر والعولمة الماليين في العصر
الحديث، كما ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الدراسة في تحديد مدى استعداد المصارف الإسلامية
الأردنية لمواجهة التحديات المستقبلية الناتجة عن العولمة المالية، حتى تستطيع هذه المصارف
مجابهة تحدياتها، بالاستفادة من مزاياها وفرصها أو تجنب التهديدات والمخاطر الناجمة عنها، ولكي
يحقق الباحث الهدف من هذه الدراسة قام بوضع إطار وخطة للدراسة كانت على الشكل التالي:
- 1 مقدمة.
- 2 أهمية الدراسة.
- 3 أهداف الدراسة.
- 4 إشكالية الدراسة والعناصر المتعلقة بها.
- 5 فرضيات الدراسة.
- 6 منهج البحث وعينة الدراسة.
- 7 إطار وحدود الدراسة.
- 8 الدراسات السابقة.
- 9 الدراسة الميدانية.
- 10 نبذة عن المصارف الإسلامية الأردنية.
57
- 11 وأخيراً النتائج والتوصيات.
وتتمثل مشكلة الدراسة من وجهة نظر الباحث في أن المصارف الإسلامية الأردنية ستواجه
تحديات كبيرة بسبب التعرض لآثار العولمة المالية، حيث ستجد المصارف الإسلامية الأردنية نفسها
في مواجهة منافسة قوية من قبل المصارف الأجنبية القوية ذات الامتداد العالمي الواسع، وأضاف
الباحث بأن لوجوب امتثال المصارف الإسلامية الأردنية لمتطلبات الانفتاح المالي العالمي التي
تتمثل بالالتزام ببنود الاتفاقات الدولية التي ننظم العمل المصرفي الدولي، أو تلك التي تتعلق بالانفتاح
الاقتصادي بين الأردن ودول العالم المختلفة، ولإبراز العناصر المتعلقة بإشكالية الدراسة قام الباحث
بطرح التساؤلات التالية:
- هل تستطيع المصارف الإسلامية الأردنية الحفاظ على استقلاليتها في اتخاذ قراراتها المالية
والاستثمارية، وخواصها الإسلامية في ظل العولمة والتحرير الماليين؟
- هل تستطيع المصارف الأردنية الإسلامية الاستفادة من الانفتاح العالمي لحصد فرص جديدة
أو تجنب مخاطر محتملة؟
- هل لدى المصارف الإسلامية الأردنية من الإمكانيات الفكرية والبشرية والمادية أو
التكنولوجية، ومن المرونة ما يكفي لتبني استراتيجيات تتواءم مع طبيعة الظروف التي تحيط
بها من خلال العولمة والتحرير الماليين؟
- هل يدرك القائمون على المصارف الإسلامية الأردنية أهمية مرحلة الانفتاح والعولمة القادمة
وتأثيرها على مؤسساتهم؟
- هل يعتبر قيام المصارف التقليدية المحلية والدولية بتبني أساليب العمل المصرفي الإسلامي
إثراءً للعمل المصرفي المصرف الإسلامي أم تحدياً له أو منافساً له؟
وبناءً على إشكالية الدراسة قام الباحث بصياغة ستة فروض أساسية تناولها البحث بالدراسة
والتحليل نوردها بالتتابع كما يلي:
الفرضية الأولى: لن تستطيع المصارف الإسلامية الحفاظ على استقلاليتها (التحكم بقراراتها
التمويلية والاستثمارية دون التأثر بما يفرض عليها من المؤسسات المالية الدولية) وخصوصياتها
الإسلامية في ظل العولمة والتحرر الماليين.
الفرضية الثانية: لن تستطيع المصارف الإسلامية الحفاظ على مواقعها الحالية ومركزها المالي
والتنافسي الحالي على المدى الطويل.
58
الفرضية الثالثة: لن تتمكن المصارف الإسلامية من تفادي التهديدات الناجمة عن العولمة المالية.
الفرضية الرابعة: لن تتمكن المصارف الإسلامية من الاستفادة من الفرص التي يمكن أن توفرها
العولمة المالية.
الفرضية الخامسة: ليس لدى المصارف الإسلامية الإمكانيات المادية والفكرية الإسلامية والبشرية
والتكنولوجية، ومن المرونة ما يكفي لتبني استراتيجيات تتواءم مع متطلبات العولمة والتحرير
الماليين محلياً وعالمياً.
الفرضية السادسة: لا يتوفر لدى القائمين على المصارف الإسلامية إدراك عميق لأهمية مرحلة
الانفتاح الاقتصادي والعولمة المالية القادمة.
ولكي يتحقق الباحث من الفروض آنفة الذكر استخدم المنهج الوصفي التحليلي، حيث يتكون
مجتمع البحث من المصارف الأردنية الإسلامية وكذلك العينة المستخدمة أيضاً، وللحصول على
البيانات استعان الباحث بمصدرين، هما:
- 1 المصادر الأولية متمثلة بالاستبانة.
- 2 المصادر الثانوية ومتمثلة بالرسائل والأبحاث الجامعية والدراسات والمقالات وأوراق العمل
المنشورة في دوريات علمية ومهنية محكمة، إضافة إلى الكتب والنشرات والدوريات
والإحصائيات التي تصدر عن المؤسسات والشركات والمراكز والتي لها علاقة بموضوع
البحث.
وقد وضع الباحث إطاراً وحدوداً للدراسة بحيث لن تتعرض الدراسة للمؤسسات المالية غير
المصرفية التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية مثل شركات التأمين وشركات الاستثمار.
أما فيما يخص الدراسة الميدانية فقد وضع الباحث جوانبها المختلفة والمتمثلة بالتالي:
- 1 استبانة الدراسة وتصميمها وطبيعة الأسئلة التي احتوت عليها وعددها.
- 2 كفاءة ومصداقية استبانة الدراسة من حيث ارتباط أسئلتها بفرضيات الدراسة ومدى مقدرتها
عن فحص هذه الفرضيات من خلال عرضها للتحكيم على مجموعة من الأكاديميين
بالإضافة إلى بعض المصرفيين المهتمين بموضوع العولمة المالية.
- 3 أسلوب التحليل، حيث استخدم الباحث أسلوب تدريج ليكرت لتحليل إجابات أفراد العينة.
59
- 4 تحليل إجابات أفراد العينة بخصوص تأثير العولمة المالية على المصارف الإسلامية،
واشتمل التحليل على ستة نقاط أساسية، هي:
أ - تحليل تأثير العولمة المالية على استقلالية المصارف الإسلامية.
ب - تحليل تأثير العولمة المالية على المركز التنافسي الحالي للمصارف الإسلامية.
ج - تحليل إجابات أفراد العينة بخصوص التهديدات المحتملة التي تمثلها العولمة المالية
للمصارف الإسلامية.
د - تحليل إجابات عينة الدراسة حول فرص العولمة المالية للمصارف الإسلامية
ه - تحليل إمكانيات المصارف الإسلامية للتعامل مع متطلبات العولمة المالية.
و - تحليل مستوى إدراك المصارف الإسلامية ووعيها لأهمية مرحلة العولمة المالية
وخطورتها.
- 5 اختبار الفرضيات.
وبعد قيام الباحث بتحليل أسئلة الاستبانة واختبار الفرضيات توصل إلى النتائج التالية:
أولاً: سوف تتأثر استقلالية المصارف الإسلامية الأردنية سلباً بسبب التأثيرات التي ستنجم عن
العولمة المالية، ولن تتمكن هذه المصارف من الحفاظ على خواصها الإسلامية خالصة نقية، إذ
أنها ستبقى في حاجة للتعامل مع المصارف التقليدية والاعتماد عليها في تقديم خدماتها، كما أن
خضوع المصارف الإسلامية لرقابة محلية ودولية على أموالها من قبل جهات عديدة سيقلل من
مقدرة هذه المصارف على العمل بحرية.
ثانياً: على الرغم من ازدياد حاجة المصارف الإسلامية الأردنية للتعامل مع المصارف التقليدية في
مرحلة العولمة المالية، إلا أن ذلك يؤدي بها إلى التخلي عن أساليب الاستثمار والتمويل
الإسلامية التي عرفت بها، والتي ميزتها طوال فترة وجودها في سوق العمل المصرفي.
ثالثاً: ستقلل العولمة المالية من المقدرة الإجمالية للمصارف الإسلامية على منافسة المصارف
التقليدية، وذلك من خلال إمكانية تشرب ودائع هذه المصارف إلى أسواق مالية عالمية أو نحو
مصارف تقليدية دولية، أو من خلال منافسة المصارف الإسلامية لبعضها في أسواق محددة.
رابعاً: سينتج عن تعرض المصارف الإسلامية للظروف التي تمليها العولمة المالية تهديدات خطيرة
قد تؤدي بهذه المصارف إذا لم تتمكن من التعامل معها بشكل فعال للحد من تأثيراتها السلبية
60
على أقل تقدير، ومن أهم هذه المخاطر تعرضها للآثار السلبية الناجمة عن اضطرابات
الأسواق المالية، وتوجه المصارف التقليدية المحلية والأجنبية نحو الاندماج بخطى حثيثة.
خامساً: ستوفر العولمة المالية ظروفاً مواتية للمصارف الإسلامية الأردنية لاقتناص بعض الفرص
التي لم تكن لتتوافر لولا وجود العولمة المالية، مثل إمكانية التعريف بالمصارف الإسلامية
وتوضيح أهدافها وطبيعتها خاصة خارج البلدان التي تتواجد بها هذه المصارف تقليدياً، كما أن
هذه المصارف ستستفيد من التكنولوجيا المصرفية الحديثة التي قد تجلبها المصارف الأجنبية
المنافسة، إضافة إلى زيادة مقدرة المصارف الإسلامية على الابتكار والتطوير وتسويق
إصداراتها من الأوراق المالية في الأسواق العالمية.
سادساً: يتوفر لدى المصارف الإسلامية الأردنية الإمكانات المطلوبة لمواجهة تحديات العولمة
المالية سواء في جانب اكتساب الفرص، أو في سبيل تخفيض حدة المخاطر التي ستترتب على
اندماج المصارف الإسلامية في البيئة المالية العالمية، وتتمثل هذه الإمكانات بإطار نظري
قوي ومرن (ذو خلفية فكرية مستمدة من الشريعة الإسلامية)، ومستويات مناسبة لكفاية رأس
المال، وموظفين يمكن تطوير مهاراتهم لتبني استراتيجيات مواجهة العولمة المالية.
سابعاً: يتوافر لدى المسؤولين في المصارف الإسلامية الأردنية مستوى مرتفع من الوعي والإدراك
لأهمية مرحلة العولمة المالية وخطورتها وعمق تأثيرها، الأمر الذي يستنتج منه قابليتهم
المرتفعة لتبني استراتيجيات محددة لمواجهتها.
هذا ومن خلال ما تم عرضه في جميع جوانب الدراسة المختلفة، والنتائج التي بينها الباحث،
فإن البحث يخلص إلى مجموعة من التوصيات وهي كالتالي:
- 1 ضرورة توثيق الروابط ما بين المصارف الإسلامية الأردنية نفسها، وما بينها وبين
المصارف الإسلامية في البلدان الأخرى للتعاون في مجالات الرقابة والمعايير المحاسبية
وإدارة السيولة الفائضة وغيرها من المجالات المهمة، مما سيزيد من مقدرة المصارف
الإسلامية الأردنية على مواجهة تحديات العولمة.
- 2 دعوة المصارف الإسلامية للتطبيق الفعال والملموس لأساليب وأدوات الاستثمار المالية
المستحدثة سواء ما تعلق منها بالمشاركة أو إدارة السيولة أو إدارة المخاطر شرط عدم
مخالفتها للشريعة الإسلامية.
- 3 إفساح المجال أمام القيادات المصرفية الشابة المحترفة لقيادة التغيير الاستراتيجي المرغوب
فيه، واحتضان هذه القيادات الواعدة من قبل الإدارات الحالية.
- 4 تفعيل التعاون بين المصارف الإسلامية في الأردن من خلال تأسيس علاقة (منافسة متعاونة)
ذات أسس محددة مبنية على قاعدة المصلحة الشرعية والمصلحة الاقتصادية المشتركة بين
هذه المصارف.
- 5 ضرورة إنشاء إدارات مستقلة للبحث والتطوير في المصارف الإسلامية الأردنية، ودعوة
الأكاديميين المختصين في المالية والمصارف والتسويق وغيرهم، وذلك للمساهمة في القيام
بدراسات وأبحاث ذات علاقة بأنشطة المصارف الإسلامية، ودعم هذه الدراسات من أموال
المصرف.
- 6 دعوة المصارف المركزية لإنشاء إدارات وأقسام خاصة بها تتولى عملية الرقابة الشرعية
على المصارف الإسلامية، بحيث تصبح (رقابة شرعية مركزية) لتحل محل اللجان الشرعية
الخاصة بكل مصرف، وذلك لتفادي المشاكل الناجمة عن اختلاف الآراء الفقهية المتعلقة
بالأدوات والأساليب التمويلية والاستثمارية التي يمكن للمصارف الإسلامية التعامل بها.
وأخيراً تستمد هذه الدراسة أهميتها من دراسة النقاط والجوانب التالية:
- 1 مدى صلاحية النظام المالي الإسلامي عموماً والمصارف الإسلامية خصوصاً بمقوماتها
الشرعية الأساسية للتطبيق في ظل العولمة والتحرير الماليين.
- 2 تزايد انتشار الصيرفة الإسلامية على مستوى العالم كله، وما يترتب على ذلك من ضرورة
تنويع الأدوات المالية الإسلامية.
- 3 إدراك أهمية التحرر والعولمة الماليين، وعمق تأثيرهما وشمولهما على كل المؤسسات
المالية في العالم.
- 4 مدى حساسية المؤسسات المالية الإسلامية ومنها المصارف للتغيرات والتطورات
الاقتصادية المالية العالمية.
- 5 مدى أهمية دور المصارف الإسلامية وعمق تأثيرها في اقتصاديات الدول التي تعمل فيها.
- 6 مدى مرونة المصارف الإسلامية في الاستجابة للتغيرات المتعلقة بالعولمة المالية.
- 7 حفز اهتمام متخذي القرار في المصارف الإسلامية للتعاطي بجدية مع التحرر والعولمة
الماليين.
62
- 8 أهمية تزويد المكتبة المالية الإسلامية بالدراسات والأبحاث الأكاديمية والعملية المتعمقة التي
تبحث في مستقبل العمل المصرفي الدولي، وتحديد المسارات الاستراتيجية للمصارف
الإسلامية.
- 9 إدراك أهمية وحساسية منافسة المصارف التقليدية المحلية والدولية للمصارف الإسلامية في
مجال العمل المصرفي الإسلامي القطري والدولي.
63
المراجع
- 1 شذا جمال الخطيب، صعفق الركيبي، العولمة المالية ومستقبل الأسواق العربية لرأس المال،
مؤسسة طابا، عابدين، 2002 م.
- 2 حسن كريم حمزة، العولمة المالية والنمو الاقتصادي، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان،
2011 م.
- 3 عبد الملطب عبد الحميد، المنظور الاستراتيجي للتحولات الاقتصادية للقرن الحادي
2009 م. - والعشرين، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2008
- 4 أحمد سيد مصطفى، تحديات العولمة والإدارة الاستراتيجية (مهارات التفكير الاستراتيجي)،
أستاذ الإدارة بجامعة بنها، القاهرة، 2008 م.
- 5 رميدي عبد الوهاب، سماي علي، العولمة المالية وآثارها على اقتصاديات الدول النامية،
المركز الجامعي بالمدية، الملتقى الدولي "سياسات التمويل وأثرها على الاقتصاديات
والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية"، الجزائر، 2006 م.
- 6 صالح مفتاح، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة بسكرة، 2002 م.
http://www.webreview.dz/IMG/pdf/18.pdf
http://ecotlem.forumarabia.net/t26-topic - 7__
Post a Comment