تعريف المخدرات لغة واصطلاحا.
لغة مشتقة من الخدر .... وهو ستر يمد للجارية في ناحية البيت، والخدر: الظلمة والخدرة : الظلمة الشديدة، والخادر الكسلان، والخدر من الشراب و الدواء :فتور يعتري الشارب وضعف[1] .
يقال: خدر العضو إذا استرخى فلا يطيق الحركة، وكل ما منع بصرك عن شيء وحجبه عنه فقد أخدره.
وذكر الإمام القرافي في "الفروق" بأن المسكر هو الذي يغطي العقل ولا تغيب معه الحواس ...والمرقد هو المشوش للعقل كالحشيش والأفيون وسائر المخدرات التي تثير الخلط الكامن في البدن[2].
وفي اللغة الفرنسية تطلق كلمة مخدر على مواد كيماوية متعددة وحتى تلك التي تباع عند بائع العقاقير التي نستعملها في حياتنا اليومية.
وفي اللغة الإنجليزية تطلق كلمة مخدر DRUG على المواد الكيماوية التي نستعملها يوميا، كما تطلق على النباتات وعلى العقاقير الطبية وكذا على المواد السامة[3].
أما اصطلاحا : فلم نجد تعريفا عاما جامعا يوضح لنا مفهوم المواد المخدرة بوضوح وجلاء، بل هناك مجموعة من التعريفات الاصطلاحية للمخدرات، والتي تتنوع بين الشرع والقانون والطب، فعرفها بعضهم بأنها : "كل مادة يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقدان الوعي أو دونه، أو تعطي شعورا كاذبا بالنشوة والسعادة مع الهروب من عالم الخيال[4] .
ويعرفها البعض الآخر : "كل مادة تعمل على تعطيل أو تغير الإحساس في الجهاز العصبي لدى الإنسان أو الحيوان، وذلك من الناحية الطبية ،أما من الناحية الشرعية فهي كل مادة تقود الإنسان إلى الإدمان وتؤثر على الجهاز العصبي[5] .
وقد عرف العلماء قديما أنواعا محدودة من المخدرات، منها ما هو مستر ومنها ما هو مرقد، ومنها ما هو مفسد أو مشوش للعقل، ولذلك ذكر الإمام القرافي- رحمه الله- في "الفروق" الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة حيث قال : "فالمسكر : هو الذي يغطي العقل ولا تغيب معه الحواس، ويتخيل صاحبه كأنه نشوان مسرور قوي النفس شجاع .
والمرقد هو المشوش للعقل، كالحشيش، والأفيون، وسائر المخدرات والمفترات التي تثير الخلط الكامن في البدن،ولذلك يختلف أوصاف مستعمليها، فتحدث حدة لمن كان مزاجه صفراويا، وتحدث سباتا وصمتا لمن كان مزاجه دمويا، فتجد من متناوليها من يشتد بكاؤه ومنهم من يشتد صمته، ومنهم من يعظم سروره وانبساطه[6].
كانت هذه بعض تعار يف المخدرات التي تضمنتها مجموعة من المراجع حيث يبدوا أن هناك تداخلا عجيب بين تعريفاتها، سواء تعلق الأمر باللغوية منها أو الفقهية أو القانونية... أنها تصب في منحى واحد هو أن المخدرات بشتى أنواعها تحدث الفتور وتعطل وظيفة العقل، وقد لا ينفع معها علاج إذا أصبح الشخص مدمنا عليها كما سيأتي إن شاء الله .


- لسان العرب لابن منظور ج 4 ص 232 باب الخاء .[1]
- الفروق للقرافي ج1 ص 217 بتصرف، فهرس تحليلي لقواعد الفروق السنية في الأسرار الفقهية .[2]
- المخدرات في المغرب وفي العالم ص 23 لمحمد أديب السلاوي الطبعة الأولى 1997 .[3]
- أثر المخدرات على الأمة وسبل الوقاية منها للدكتور أحمد عطية بن علي الغامدي ص 10 .[4]
- النظرية الإسلامية لمكافحة المخدرات للدكتور محمد بن جمعة بن سا لم[5]
- الفروق للقرافي ج 1 ص 217 – 218 بتصرف مرجع سابق .[6]

Post a Comment

Previous Post Next Post