مفهوم العولمة المالية
إن عقد التسعينيات أظهر لنا ما نسميه اليوم العولمة المالية، إذ ازدادت تحركات رؤوس
الأموال الدولية بمعدلات فاقت نمو التجارة العالمية، ويعرفها الاقتصادي الأمريكي "هيلان راي"
على أنها: (الانخفاض في تكاليف المعاملات المالية الدولية، وأنها الزيادة في تدفقات رؤوس الأموال
بين الدول ومن دون قيود تذكر)، كما عرفها أيضاً بأنها: (الناتج الأساسي لعمليات التحرير المالي
والتحول إلى ما يسمى بالانفتاح المالي الذي أدى إلى إلغاء القيود على حركة الأموال إلى الأسواق
المالية العالمية).
وعرفها "دومنيك بليون" على أنها: (عملية مرحلية أو مخطط لإقامة سوق شاملة ووحيدة
لرؤوس الأموال تتلاشى في ظلها كل أشكال القيود الجغرافية والتنظيمية، لتسود بذلك حرية التدفقات
السلعية والمالية، من أجل ضمان أفضل تخصيص لرؤوس الأموال بين مختلف المناطق وقطاعات
النشاط في أثناء البحث عن أعلى العوائد وأقل المخاطر).
4
كما عرفها "ألو نسوجي" على أنها: (الزيادة في التجارة الدولية والروابط المالية التي دعمها
التحرير المالي والتحول إلى ما يعرف بالاندماج أو الانفتاح المالي، الذي أدى إلى تكامل الأسواق
المالية المحلية بالعالم الخارجي من خلال إلغاء القيود على حركة رؤوس الأموال ومن ثم أخذت
تتدفق عبر الحدود إلى الأسواق العالمية).
وقد عرفت بأنها: (الظاهرة التي نمت وتطورت بالموازاة مع نمو التجارة العالمية ونمو
الاستثمارات الأجنبية المباشرة، غير أنها عرفت انتشاراً كبيراً بدخول نظام تعويم أسعار الصرف
وإزالة الحدود والقوانين الردعية للنظام المالي على المستويين المحلي والعالمي).
ويرى آخرون أنها: (تحول العالم بفضل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، وانخفاض تكاليف
النقل، وتحرير التجارة الدولية إلى سوق واحدة تشتد فيها وطأة المنافسة ويتسع نطاقها بحيث تمتد من
سوق السلع إلى سوق العمل ورأس المال أيضاً).
ومن خلال كل ما سبق وبناءً عليه فإن العولمة هي النمو في المعاملات المالية الذي يتجاوز
كل الحدود الوطنية والجهوية، وكل تدفق لرؤوس الأموال عبر سوق عالمية موحدة كاملة المنافسة
بما يحقق الكفاءة في تخصيص الموارد المالية بين المناطق والقطاعات أو هي النمو السريع في
المبادلات المالية الدولية عن طريق زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإنشاء أسواق مالية تتدفق
فيها الرساميل قصيرة الأجل بين الدول من دون قيود تذكر عليها.

Post a Comment

أحدث أقدم